الاثنين، ٢٩ مارس ٢٠١٠

الالتهاب الرئوي عند الأطفال تحت سن الخامسة

ماهى أكثر الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال تحت سن الخامسة ؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ستة أمراض، يمكن الوقاية منها في الغالب، مسئولة عن 73% ‏من وفيات الأطفال في العالم كل عام، ويسبب الالتهاب الرئوي 19% ‏من حالات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة يليه الاسهال ثم الولادة قبل موعدها وبعدها الملاريا واصابات عدوى الدم ومشكلات التنفس المتصلة بمضاعفات الولادة، وفقا للتقديرات جديدة أظهرت أن ما يزيد على 7 ‏من كل 10 ‏حالات من الوفيات السنوية لأطفال أقل من الخامسة وعددها 10.5 ملايين، مرتبطة بستة أسباب، وان 4 ‏أمراض معدية هي سبب أكثر من نصف كل وفيات الأطفال.

‏وارتكزت الأرقام التي جمعها بلاك وزملاؤه على بيانات من نشرات ودراسات متواصلة ونشرت في دورية لانسيت الطبية وحددوا نقص الغذاء كسبب مهم وراء 53% ‏من وفيات الأطفال الصغار في العالم، وتسهم أمراض الحصبة وتيتانوس حديثي الولادة وفيروس (اتش.إي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بنسبة صغيرة في وفيات الأطفال، ومعظم الأطفال الذين يتوفون نتيجة مرض الملاريا في السودان والصومال وأغلب أفريقيا يشكلون أعلى معدلات إصابة بالمرض الذي ينقله البعوض، وقال الباحثون إن 42% ‏من وفيات الأطفال تحدث في أفريقيا و 29% ‏في منطقة جنوب شرقي آسيا، ‏وتحصد أمراض الالتهاب الرئوي والملاريا والاسهال والحصبة التي يمكن منعها بالرعاية والعلاج، جميعها أرواح 48% ‏من وفيات الأطفال في العالم .

ما هو مرض الالتهابات الرئوية عند الاطفال ؟

الأحد، ٢٨ مارس ٢٠١٠

أمراض الدم

أولاً :أنيميا الفول
نقص أنزيم جلكوز-6-فوسفيت ديهيدروجيناس
إن نقص أنزيم جلكوز-6-فوسفيت ديهيدروجيناس ( G6PD ) في كريات الدم الحمراء ، الذي تم اكتشافه عام 1956، يعتبر من أكثر الأمراض الوراثية انتشارا ، إذا يعاني أكثر من 400 مليون شخص في كل أنحاء العالم من هذا النقص . يطلق على نقص هذا الإنزيم أنيميا الفول favism لأن الأفراد المصابين بهذا النقص مصابين بحساسية لنبات الفول . الأشخاص المصابين بنقص في نشاط هذا الإنزيم معرضون لخطر الإصابة بعدد من الاضطرابات الخطيرة والتي من الممكن أن تؤدي للموت إذا لم يتم علاجهم بطريقة صحيحة .

وبإختصار فإن أنيميا الفول favism عبارة عن فقر دم انحلالي شديد , يحدث عادة في أشخاص منحدرين من منطقة البحر الأبيض المتوسط , ويحدث عندما يقوم الشخص المصاب بنقص في أنزيم جلكوز-6-فوسفيت ديهيدروجيناس بأكل الفول أو يستنشق حبوب لقاح الفول .
نقص الإنزيم G6PD في علم الوراثة

من المعروف أن في البشر هناك 23 زوج من الكروموسومات التي تحدد الصفات الورائية الجسدية والخاصة بالتمثيل الغذائي المتنوعة . أحد هذه الأزواج الـ 23 من الكروموسومات هو زوج الكروموسوم إكس و واي X and Y ( والتي تعرف بكروموسومات الجنس) التي تحدد جنس الفرد بالإضافة إلى أشياء أخرى . الكروموسوم إكس مهم بشكل خاص لأنه يحمل الجينات الأساسية لبقاء الإنسان . يوجد جين مهم في الكروموسوم إكس وهو جين الإنزيم G6PD .

جميع الأمراض الوراثية التي لها علاقة بالكروموسوم أكس مثل نقص الإنزيم G6PD , تؤثر على الذكور أكثر من الإناث . سيظهر نقص G6PD في الإناث فقط عندما يكون هناك نسختان معيبتان للجين في الأنثى . وطالما وجدت نسخة واحدة صالحة لجين G6PD في أنثى, فإنه سيتم إنتاج أنزيم طبيعي وهذا الأنزيم الطبيعي يستطيع القيام بوظيفة الأنزيم المعيب . عندما تظهر ميزة موروثة معينة بمثل هذه الطريقة يطلق عليها صفة وراثية متنحية . في الذكور, وبسبب وجود كروموسوم إكس واحد فقط ، فظهور جين G6PD معيب واحد يكون كافيا لحدوث نقص الإنزيم G6PD .

من المعروف أن هناك أكثر من 400 سلالة أو شكل مختلف لنفس الجين الذي يسبب نقص الإنزيم G6PD . أنزيم G6PD المعيب قد يكون مختلف من شخص لشخص . وتختلف طفرات الجين من منطقة للأخرى , لكن سكان منطقة معينة عادة يتقاسمون تلك الطفرة . على سبيل المثال, في مصر يتواجد فقط نوع واحد من السلالات يسمى "سلالة أو طفرة البحر الأبيض المتوسط" Mediterranean variant , بينما في اليابان هناك نوع مختلف يدعى طفرة اليابان Japan variant .

ما هي فرص توريث نقص الإنزيم للأبناء؟

إذا كان الأب مصاب وكانت الأم غير مصابة وليست حاملا للجين

نسبة إنجاب أنثى مصابه (صفر%(o

نسبة إنجاب ذكر مصاب (صفر%)

نسبة إنجاب أنثى حاملا لجين نقص إنزيم G6PD (أي لا تظهر عليها الأعراض المرضية) (100%)

إذا كان الأب مصاب وكانت الأم حاملا للجين

نسبة إنجاب أنثى مصابه (50%)

نسبة إنجاب أنثى حاملا للجين (50%)

نسبة إنجاب ذكر مصاب ( 50%)

إذا كان الأب غير مصاب وكانت الأم حاملا للجين

نسبة إنجاب أنثى مصابه (صفر%)

نسبة إنجاب أنثي حاملا للجين (50%)

نسبة إنجاب ذكر مصاب ( 50%)
o

أمراض القلب

أولاً: رباعية فالوت هو إحدى أمراض العيوب الخلقية للقلب. و يمثل 10-15% من مجموع أمراض العيوب الخلقية للقلب التي تظهر في حديثي الولادة. و المرض يتواجد منذ ولادة الطفل الرضيع، و عادة يتم التشخيص خلال فترة الطفولة إلا في بعض الحالات القليلة التي قد يكتشف متأخرا. و يعتمد ذلك على حدة المرض.

و سمي المرض ﺑـ "رباعية فالوت" لأنه يتكون من أربعة عيوب خلقية بالقلب، و هم:

1. ثقب في الحاجز بين البطينين Ventricular septal defect - VSD:
عبارة عن ثقب يتواجد في الجدار العضلي الذي يفصل البطين الأيمن عن البطين الأيسر للقلب. و بالتالي يسمح هذا الثقب بمرور الدم الغير مؤكسد ( لا يحتوي على الأكسجين ) من البطين الأيمن إلى البطين الأيسر الذي يحتوي على الدم المؤكسد. و بذلك يتدفق الدم الغير مؤكسد إلى مختلف أجزاء الجسم.

2. ضيق الشريان الرئوي Pulmonary valve stenosis - PS:

الشريان الرئوي هو الشريان الرئيسي الذي يقوم بتوصيل الدم من القلب ( من البطين الأيمن ) إلى الرئة. يكون هناك ضيق في صمام هذا الشريان مما يتسبب في نقص كمية الدم التي تذهب للرئتين.

3. خلل في الوضع الطبيعي للشريان الأورطي Abnormal position of the aorta:

الشريان الأورطي هو الشريان الرئيسي الذي يقوم بتوصيل الدم المؤكسد من البطين الأيمن إلى مختلف أجزاء الجسم ليمدها بالأكسجين اللازم لإتمام العمليات الحيوية لمختلف أعضاء و أجزاء الجسم. و في حالة رباعية فالوت يكون الشريان الرئوي متجها عند البطين الأيمن و ليس الأيسر ( أعلى الثقب بين البطينين ) و بالتالي يكون الدم الذي يتفق إليه مزيج من الدم الغير مؤكسد الموجود في البطين اليمن و الدم المؤكسد الموجود في البطين الأيسر. و بذلك لا يكون هناك تغذية جيدة لأعضاء الجسم بالأكسجين الذي تحتاج إليه.

4. تضخم في البطين الأيمن Right ventricular hypertrophy:

يحدث تضخم في عضلة البطين الأيمن حتى يستطيع مواجهة العبء الزائد على القلب. و بمرور الوقت يبدأ القلب يضعف و يتعرض للهبوط.
5. و تؤدي تلك العيوب الخلقية بالقلب إلى سريان الدم الغير محتوي على الأكسجين إلى مختلف أجزاء الجسم. لذلك يتميز المرض بوجود ازرقاق ( زرقة ) في لون جلد الطفل

أعراض و أسباب رباعية فالوت
تعتمد أعراض المرض على حدة المرض و مدى ضيق الشريان الرئوي.

و تتمثل الأعراض في الآتي:
ازرقاق جلد الطفل Cyanosis: و يحدث ذلك نتيجة اختلاط الدم المحتوي على الأكسجين في البطين الأيسر مع الدم الغير محتوي على الأكسجين في البطين الأيمن من خلال الثقب الموجود بين البطينين.
صعوبة في التنفس.
فقدان الوعي.
تعجر أصابع الأيدي و القدم ( انتفاخ الجلد حول الأظافر فيصبح مستديرا بطريقة غير طبيعية ).
فقدان الشهية.
انخفاض معدل زيادة وزن الطفل.
التعب من أقل مجهود.
أحيانا تحدث للطفل نوبات من الازرقاق الشديد للجلد، الأظافر، و الشفاه. و تظهر عند البكاء أو الطعام. و يطلق على تلك النوبات Tet spells. و تحدث نتيجة انخفاض مفاجئ في كمية الأكسجين بالدم. و يمكن أن يتخلص الطفل من تلك النوبة عن طريق أن يتخذ وضع القرفصاء حيث يؤدي إلى زيادة تدفق الدم لأعضاء الجسم.

أسباب رباعية فالوت
يحدث المرض أثناء نمو الجنين بالرحم و لا يوجد سبب محدد معروف يؤدي إلى حدوث رباعية فالوت. لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة به، و تتمثل في:
• إصابة الأم بالحصبة الألمانية أثناء الحمل.
• سوء التغذية أثناء الحمل.
• الحمل في سن متأخر للأم ( أكثر من 40 عاما ).
• تناول الأم الكحوليات أثناء الحمل.
• عوامل وراثية ( إصابة أحد الأبوين بالمرض ).
• خلل جيني مثل في حالات الطفل المنغولي ( متلازمة داون ).
.



السبت، ٢٧ مارس ٢٠١٠

القلب



القلب هو عضو عضلي بحجم قبضة اليد الكبيرة و شكل القلب كحبة الأجاص المقلوبة يتمركز في الصدر مائلاً قليلاً نحو اليسار يحيط به غشاء يسمى غشاء التامور ويتركب القلب من 4حجرات ، 2اذين في الجهة العليا ، 2 بطين في الجهة السفلى أي أن كل نصف يتكون من أذين رقيق الجدار وبطين سميك الجدار ويفصل الأذين عن البطين بصمام يسمح بمرور الدم في اتجاه واحد فقط ولا يسمح برجوعه .
ويضخ القلب الدم بإستمرار وهو عبارة عن انقباض للأذين Systole يتبعه إنقباض للبطين . وأثناء الإنبساط يحدث إسترخاء للحجيرات الأربعة ( Diastole ) ليتم ضخ حوالي 3-5 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة، وتتغذى عضلة القلب من الأوعية الدموية المحاطة بها وأي انسداد بها يؤدي إلى الموت.
سرعة نبض القلب تصل في الإنسان اليافع إلى70 نبضة في الدقيقة.
حجم الدم :
يكون حجم الدم في الحيوانات ذات الدورة الدموية المقفلة ثابتاً نسبياً ويتراوح حجم الدم في الثدييات والطيور والبرمائيات بين 7-10% من وزن الجسم .
ضغط الدم :
في الدورة الدموية المقفلة ينقص ضغط الدم كلما بعدنا عن القلب وذلك لاحتكاك الدم بجدران الأوعية الدموية . وفي حالة الإنسان يبلغ ضغط الدم في شريان كبير في لحظة انقباض القلب(Systole )120مليمتر زئبق وفي لحظة انبساط القلب ( Diastole )80مليمتر زئبق هذا الضغط عندما يصل الدم إلى الأوعية الصغرى.
ها هو القلب:-
القلب هو عضو مجوف بحجم قبضة اليد أو اكبر قليلا مخروطي الشكل يقع في منتصف الصدر محميا بنظام القفص الصدري من الأمام بالعمود الفقري من الخلف مع انحراف طرفة الأسفل أو رأسه بعض الشيء إلى الجهة اليسرى حيث تسمع نبضاته ووزنه 250- 300 غرام.
القلب أنشط أعضاء الجسم على الاطلاق، إذ يبدأ بالخفقان في الشهر الأول من عمر الجنين ويستمر يعمل مدى الحياة كمضخة للدم لتغذية خلايا الجسم وتنظيمها.
ينقسم القلب إلى قسمين. أيمن وأيسر. يفصل بينهما جدار عضلي يمنع اختلاط الدم بين هذين القسمين ويسمى الحجاب الفاصل ينقسم كل من القلب الأيمن والقلب الأيسر إلى غرفتين. عليا ذات جدار رقيق تسمى الأذين. وسفلى ذات جدار عضلي غليظ تسمى البطين.
أقسام القلب:
يتألف القلب من قسمين متميزين منفصلين عن بعضهما تمام الانفصال وهما القلب الأيمن وفيه الدم المعتم الغير مؤكسد والقلب الأيسر وفيه الدم الكاشف القاني الدم المؤكسد كما ينقسم كل قسم إلى جوفين جوف علوي يسمى الأذين وجدرانه رقيقة ورخوة. وجوف سفلي يسمى البطين وجدرانه أثخن وأصلب.
يصل الجوفان بفوهة تدعى الفوهة الأذينية البطينه. مفتوحة في حجاب يدعى الحجاب متصل الأذيني. مجهزة بالتواءات غشائية تدعى المصاريع ويسمى المصراع الأيسر منه الاكليكي. وفيه صفيحتان. يسمى الأيمن مثلث الشرف وفيه ثلاث صفائح ترتبط هذى الصفائح بالياف وتريه مع برزات عضلية متينة تبرز من جدار البطن وتسمى الغمد اللحمية وتسمح المصاريع بمرور الدم من الأذين إلى البطين. وتحول دون عودته بالاتجاه المعاكس من البطين إلى الأذين
ويصب في الأذين الأيمن وريدان أجوفان علوي وسفلي وعلى مصب الأخير منهما التواء يدعى مصراع أو ستاش. كما يصب فيها الوريد الاكليكي الوارد من جدار العضلة القلبية نفسها وعلى مصبها التواء مصراع تييسيوس أما الأذين الأيسر فيصب فيه الاورده الرئوية الأربعة. ينشأ من الزاوية العليا لكل بطين شريان. فمن البطين الأيسر ينشأ الشريان الأبهر أو الأورطي ومن البطين الأيمن ينشأ الشريان الرئوي، وعلى كل من فوهتي هذين الشريانين ثلاث جيوب تدعى المصاريع الهلاليه. تسمح بمرور الدم من البطين إلى الشريان وتحول رجوعه إلى البطين.
بنية جدار القلب:
1- طبقة باطنية:
وهي غشاء مخاطي يبطن الاجواف ويسمى الشفاف وهي تتألف من خلايا بشرية مسطحة جدرانها متعرجة.
2 – طبقة متوسطة:
عضلية تتألف من ألياف مخططة غير إرادية وتمسى عضلة القلب وهي ترق في الأذنين وتغلظ في البطين لا سيما في البطين الأيسر لان العمل العضلي في البطين الأيسر اكبر منه في الأيمن.
3 - طبقة خارجية:
وهي مصلبة تحيط بالعضلة القلبية وتدعى التامور وتتألف من وريقتين. وريقه حشوية تلتصق بالقلب. ووريقه جدارية تتصل بمسكن القلب حيث تلتصق بغشاء الجنب وبين الوريقتين جوف التامور به سائل يسهل انزلاق الوريقتين على بعضهما يدعى السائل التاموري وبذل يسهل حركة القلب.
أعصاب القلب:
1- جملة خارج القلب :
تتألف من اغصان الأعصاب القلبية الذاتية والرئوية المعدية.
2-جملة عصبية مستنبطة لجدار القلب.
تتألف من كتل من الخلايا العصبية تدعى العقد العصبية القلبية. تتصل هذه العقد بألياف قليلة التميز في عضلة القلب. وهي ألياف عضلية احتفظت بحالتها الجنينية .
تتميز من هذه العقد عقدتان أصليتين.
1 – عقدة كايت وفلاك:
طولها سنتمتران. تقع في مصب الوريد الاجوف العلوي.
2 – عقدرة تاوارا.
ترتبط بسلسلة من الخلايا العصبية وهي أطول وتقع في الحجاب الحاجز بين الأذينين تنتشر من هذه العقدة سلسلة من الخلايا العصبية تكون حزمة هيس. التي تتفرع إلى فرعين. فرع يتوزع في البطين الأيمن. وآخر يتوزع في البطين الأيسر وتعصب حزمه هيس الشرايين الاكليكية.
للقلب جهاز خاص لتوليد الإشارة :
تولد الإشارة وتوصل إلى جميع أجزاء القلب وهو بذلك يتحكم في انقباض القلب أي يحافظ على توتر انقباض عضلة القلب. ينبض القلب في الشخص البالغ بمعدل 72 خفقه في الدقيقة وبذلك يكون القلب مزود بجهاز تحكم خاص.
1- يولد نبضات متواترة تتسبب في انقباض متواتر لعضلة القلب.
2- توزيع النبضات بسرعة شديدة تغطي جميع القلب.
عند العمل الطبيعي للجهاز ينقبض الأذنين 16/ ث قبل البطينان أهمية أخرى للجهاز، انه يجعل كل أجزاء البطين تنقبض في نفس الوقت وهو مهم لتوليد الضغط الفعال في داخل حجرة البطين.
تنظيم وظيفة القلب:
يختلف حجم الدم الذي يضخه القلب باختلاف احتياج الجسم للمواد التي يحملها الدم خاصة الأكسجين فعند التمرين الرياضي يضخ القلب 4-7 أضعاف ما يضخه عند الراحة والذي يتراوح مقداره من 4-6 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة في الشخص البالغ، يخضع حجم الدم الذي يضخه القلب للتنظيم بطريقتين:
1- تنظيم ذاتي كاستجابة لحجم الدم الوارد للقلب.
2- تحكم انعكاسي للقلب بواسطة الجهاز العصبي المستقل.
1 - التنظيم الذاتي:
أحد العوامل الرئيسية لتحديد كمية الدم التي يضخها القلب هو حجم الدم العائد من الأوردة أي إن كل نسيج طرفي يتحكم في كمية الدم التي تغذيه وبذا يتأثر حجم الدم العائد للقلب أو توماتيكيا بضخ الدم في الأوردة مرة أخرى تعرف المقدرة الذاتية للقلب للتأقلم مع الكميات المتفاوتة للدم بقانون فرانك الذي ينص كلما زادت كمية الدم الوارد للقلب أثناء فترة الانبساط كلما زاد حجم الدم الذي يضخ عبر الشريان الاورطي.
2- التحكم في وظيفة القلب بواسطة الجهاز العصبي المستقبل:
يغذي القلب كل من العصب الودي (السميتاوي) ونظير الودي (بارا سمبتاوي) وتؤثر هذه الأعصاب في القلب من ناحيتين.
1 - تغبير معدل خفقان القلب.
2 - تغيير قوة انقباض القلب.
القلب وضرباته:
عند فتح القفص الصدري لأرنب نلاحظ أن القلب يتقلص تقلصات منتظمة تدعى الضربات وتستمر كل ضربة من هذه الضربات في الإنسان مده وسطيه وهي 85% من الثانية فيضرب القلب هكذا وسطيا سبعين ضربة في الدقيقة وتبدل هذا العدد الوسطي جملة من العوامل منها.
ا- الملاحظة المباشرة:
السن:
فالضربات تكون سريعة في الطفل ثم تتناقض تدريجيا في الدقيقة الواحدة تكون 130 في السنة الأولى من العمر و 100 في السنة الثالثة و 97 في السنة الرابعة و 90 في السنة الخامسة و 70 في السنة العاشرة حتى الخمسين ثم تعود إلى الإسراع في الشيوخ ففي 74 في الستين و 80 في التسعين.
الجنس والقامة:
الضربات سريعة في النساء وفي قصار القامة.
التمارين والانفعالات والحمى:
كلها تسرع ضربات القلب بينما يبطئها النوم.
تتألف كل ضربة من ضربات القلب من ثلاثة أزمنة. زمن تتقلص فيه الاذينان ويدعى الانقباض الأذيني. زمن تتقلص فيه البطينان معا ويدعى الانقباض في البطيني. زمن يستريح فيه القلب كله فيعود إلى حجمه الطبيعي ويسمى الاسترخاء.
تتوالى هذه الأزمنة الثلاثة دائما بنظام متماثل ويدعى تواليها مرة واحدة في دوره قلبيه وتدوم 75 % من الثانية تقريبا.
الدور الأول: الاسترخاء:
يصل فيه الدم القاتم إلى الأذين الأيمن بالوريدين الاجوفين العلوي والسفلي ويصل الدم القاني إلى الأذين الأيسر بالاورده الرئوية الأربعة فتمتلئ فيه هكذا الأذينان.
الدور الثاني الانقباض الأذيني:
يطرد الدم فيه من الأذنين إلى البطينين فينفتح المصراعان الأكليكية ومثلث الشرف ويسمحان بمرور الدم إلى البطين ولا يستطيع الدم العودة إلى الاورده الرئوية ولا إلى الاجوف العلوي بسب الدم الوارد. كما يعترض مصراع تيبييوس ومصراع اوستاش عودته إلى الوريدين الأكليكية والاجوف السفلي.
الدور الثالث الانقباض لبطيني:
وهو أطول واقوي من الدور السابق. ويندفع الدم القاتم إلى الشريان الرئوي من البطين الأيمن كما يندفع في الوقت نفسه الدم القاني من البطين الأيسر إلى الأبهر. ولا يستطيع الدم العودة إلى الأذينين لان المصاريع الأكليكية وبتأثير ضغط الدم الواقع على وجوهها السفلي. شدد الفوهتين الأذينين البطينين سدا محكما. وعند انتهاء الانقباض، يميل الدم المضغوط في قطعتى الأبهر والشريان الرئوي إلى البطين معترضه المصاريع السينية وتمنع عودته ويكون الاذينان في هذا الدور مسترخين ويبدآن بالامتلاء بالدم إذا يحدث فراغهما منه بعد انقباضها امتصاصا يستدعى إليها الدم من الاورده. ثم ينقبضان من جديد في دوره قلبية ثانية.
انقباض البطين الأيسر اشد بكثير من انقباض البطين الايمن المؤقت لأن جدار الأول اثخن من جدار الثاني وعمله ابعد مدى.

الأربعاء، ١٧ مارس ٢٠١٠

أدوية من صنع الله




يعتمد الناس في شتى أنحاء العالم على المواد والعناصر الطبيعية لمداواة الحالات المرضية التي تلم بهم . ومن الممارسات الاستثنائية القديمة المعتمدة في جورجيا منذ قديم الأزمان أكل الصلصال الأبيض لمحاربة الاقياء الصباحي عند الحوامل.ويحذر الأطباء من هذه الممارسة إلا أن بعض النساء يلتمسها وخاصة خلال فترة الحمل.

صيدلية في الهواء الطلق

مع أن استعمال الأعشاب في التداوى ليس جديدا، ومع أن الكتب المتداولة ضمن هذا العنوان ليست قليلة، إلا أن مجلة <<ناشيونال جيوغرافيك>> سلطت الأضواء بقوة على ممارسات من مختلف دول العالم الشرقية منها والغربية، المتقدمة والنامية، حول موضوع التداوى بالأعشاب .

ومن ذلك إن طفلة أمريكية اعتمد شفاؤها من سرطان الدم ( اللوكيميا) على عقار فينكريستين المصنع من نبتة الرنكة المزهرة المستوردة من جزيرة مدغشقر، علما بان معدلات النجاة من هذا المرض باتت تفوق 90%.

أما الفينيلاستين، وهو دواء يصنع من النبتة ذاتها فيساعد على شفاء اغلب حالات داء هو دجكنز .

والطريف أن نباتات مثل الرنكة، ساهمت في تطوير من 25-50 % من أدوية الوصفات المتداولة في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عن طريق إنتاج مركبات صنعيه من النباتات لتحضير نماذج كيماوية حيوية مستعملة في معالجة علل القلب المزمنة، والاضطرابات التنفسية وغيرها .

ولكن وبشكل عام فلقد حصل تطور طفيف للغاية في العقاقير المعتمدة على النباتات وذلك في فترة الأربعين سنة الأخيرة،وخلال هذه الفترة أجازت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA ،اقل من 12 دواء من الأدوية المستخرجة من النباتات .


إن احد الأسباب الرئيسية هو أن أي دواء تقره الـFDA يكلف ما يقارب الـ500 مليون دولار، لذا وجد المصنعون أن الطريق من النبات إلى حبة الدواء الآمن غير معروفة العواقب، فهنالك حوافز محدودة لتطوير الأدوية بالاعتماد على النبات . وعلى الرغم من ذلك، فان حوالي ثلثي سكان الكرة الأرضية البالغ تعدادهم ما يقارب الستة مليارات نسمة يعتمدون على قوة الشفاء العجيبة الموجودة لدى النبات، حيث لا يتوفر لديهم اى بديل آخر متاح.


وحتى في البلدان الصناعية التي تتوافر فيها الأدوية المصنعة بشكل علمي، فقد انفق الأمريكيون ما يقارب الـ103 مليارات دولار على أدوية الوصفات عام 1998م، على الرغم من أن استعمال الأدوية النباتية في تصاعد مستمر، ففي العام 1990م قام 2.5 % من الأمريكيين بشراء أدوية عشبية، في حين بلغت النسبة 12% في عام 1997 م وذلك بإنفاق كلى بلغ 5 مليارات دولار.

أما السؤال المطروح هنا : ما نسبة النقود التي أنفقت بحكمة؟ فهذا موضوع آخر .

ومع أن كثيرا من النباتات أصبحت هدفا لدراسة متعمقة، ورصد تأثيراتها ، إلا أن البيانات حول الكثير الباقي لا تزال غير حاسمة أو مكتملة .

ولا يزال العلماء في حيرة حول المادة أو توليفة المواد الكيماوية، ضمن النبات، المسئولة عن الشفاء من الألم ، أو المحرضة على تدفق الدم وتكوين الشعور المتزايد بالصحة.

وفى رأى الباحثين فان محاولة إيجاد جزء من النبات ذي التأثير الفعال، تبدو كمحاولة فك أجزاء من جهاز المذياع لمعرفة أيها المسئول عن إصدار الصوت! .


وعلى أية حال فالنباتات تحوى كيماويات فعالة وحيوية، والكثير منها ذو تأثيرات علاجية مفيدة، ولا يمكن إنكار مفعولها، وفى هذا الصدد يبدى ارنولد ريلمان رئيس تحرير مجلة نيو انجلند الطبية الشهيرة الذي هاجم الأشكال الكثيرة من الأدوية البديلة لكونها تعتمد على تفكير غير عقلاني، أو على نظريات تخرق المبادئ العلمية الأساسية، شكوكه حول العلاج المعتمد على المنتجات النباتية، وفى تصوره انه يجب ألا يكون في حالة منافسة مع أدوية الاتجاه السائد، ولابد أن يتكاملا لمصلحة المريض في النهاية .

ومع أن كثيرا من المواد المستخرجة من النباتات أثبتت بأنها ذات تأثرات بيولوجية مهمة، إلا أن ريلمان يصر على الفحوص والتجارب العلمية قبل أن يقتنع بأي دواء نباتي، علما أن الناس يستخدمون مئات من النباتات، ولم تخضع كلها للبحث العلمي، وذلك للتغلب على أمراض تراوح ما بين الرشح والسرطانات.

نباتات طبية

الثوم مثلا يحتوى على: الأليسين، تلك المادة الكيماوية ذات التأثيرات المضادة للفطور والتي تحوى مضادات حيوية، بالإضافة إلى مواد تخفض الكولسترول وتحارب الضغط العالي.

أما الزنجبيل فيحتوى على عشرة مركبات مضادة للفيروسات على الأقل ، وقد أثبتت الدراسات انه يخفض من الدوار والدوخة الناتجة من الحركة والسفر.

وتشير الإحصاءات إلى أن الرنكة الزهرية، تلك النبتة المهمة لمعالجة سرطان الدم الذي ألم بأودرا، هي احد 10.000 مركب من فصائل النباتات المعروفة في مدغشقر. وكثير من تلك الفصائل غير موجود في مكان آخر من العالم.

وكما أوردت المجلة الأمريكية المذكورة فان الباعة المتجولين في أسواق مدغشقر يمثلون المصدر الرئيس للعلاج بالنسبة إلى السكان المحليين، ولا فتصر عملهم على بيع النباتات الدوائية، بل يقومون بدور الطبيب المعالج في تشخيص المرض وطلب الوصفة. إن عملهم يعتمد على الخبرة، والتجربة بطريقة الصواب والخطأ، مع العلاجات النباتية بواسطة طرق متوارثة من جيل إلى آخر. إن وصفاتهم أكانت بمحلها أم لا، يمكن أن تحدد الخط الرفيع الفاصل بين الموت والحياة .

وكما هو منطقي فان النبتة المستخدمة لتعديل ضغط الدم العالي، ا ذا استعملت بجرعات عالية ، تعد سما يمكن أن يستخدمه بعض الناس للانتحار .في أرياف مدغشقر يستشير الناس المداوى عادة ،وهو معروف لديهم باسم ( اومبياس ) ،ولديه علم بالنباتات ويعرف النتاج الصنعى المستخدم لتحضير قدراتها العلاجية .

الشئ المؤسف في مدغشقر ،هو أن آلافا من أصناف الباتات مهددة بالانقراض ، وقد قال احد السكان المحليين :إن ما كان يوما ما غابة ممطرة، قد أصبح صحراء ممطرة الآن ،ذلك المكان الذي كان آية في الجمال بفترة طفولته ،بات غابة تلعب فيها مختلف أنواع الحيوانات .بقيت الزهرة الأرجوانية في الغابة ، هذه النبتة تسحق وتغلي فتقوم بعمل مخدر ، أما الكيماويات في نبات آخر

فإنها تقتل فيروسا بعينه . يتحدث ويليام شكسبير في رائعته روميو وجوليت عن : القدرات الهائلة التي تكمن في الأعشاب الطبيةلقد أصبح واضحا أن الترسانة القوية للنباتات بموادها الفعالة ، قوامها المركبات التي تؤثر في الخلايا الحية ، ويمكن أن تكون ذات قدرة فعالة في الحرب المستعرة ضد الأمراض البشرية .

خيبة أمل

ومع أن كاتب مقالة الناشيونال جيوغرافيك يروى أمثلة عن أناس مرضى تمت معالجتهم بالنباتات فأدت إلى شفائهم، إلا انه يروى كذلك أمثلة عن أشخاص لم تؤد النباتات في مدغشقر إلى تخفيف آلامهم، ومن الأمثلة على ذلك مرضى الملاريا فالدواء النباتي المستعمل هو العقار الوحيد المضاد للملاريا الذي يحصلون عليه، يغدو في اغلب الحالات عديم الفائدة؛ لان الطفيليات تطور نظاما للمقاومة تجاهه.

يجب أن يتناول المريض جرعة قدرها 15 حبة خلال ثلاثة أيام ، وذلك لقتل الطفيليات الحساسة تجاه الكلوروكين، ولكن الباعة الجوالين كانوا يبيعون كل حبة بمفردها، من دون الرجوع إلى وصفة أو إلى طبيب، وبسعر يعادل أجرة يوم كامل بالنسبة إلى العامل العادي، ويميل الكثير من الناس إلى هذه الحبات مفضلين إياها على العلاجات التقليدية، لكون تأثيرها فعال وسريع. ولكن وبعد بضع جرعات فقط ، يغدو اغلب الناس بلا نقود، أو يشعرون بتحسن ، ومن ثم يتوقفون عن متابعة العلاج، عندها تتكرر أطوار المرض بعد أيام قليلة، ليصبح جسدهم معملا لإنتاج الطفيليات المضادة للعقار .

وهنالك عدد من الصعوبات التي تحد من إمكانية الاستفادة من هذه النباتات ، ففي بعض المرات تبدى نبتة معينة فعالية جيدة تجاه السرطان مثلا، إلا أنها لا تبدى المفعول ذاته في المرات الأخرى .

لدى بعض أصناف النباتات أنواع أضيق، أو تشكيلات مختلفة لم يجر تحديد الكثير منها بعد، بالاضافة الى انه حينما نقطف اجزاءمن النبتة يجب تحديد زمن القطاف، فتركيبة الكيماويات فيها تختلف من الليل الى النهار . وهنالك عامل آخر، هل النبات فتى ام هرم؟ وماذا ينمو بجواره؟ ان للنبات بوضعه التقليدى عددا كبيرا من الخلايا الفعالة، وتتصرف الكيماويات بمبدأ الفعل ورد الفعل بعضها مع بعض، ففى بعض الاحيان يزيد او يتناقص تاثيرها فى الخلايا البشرية، ان العلماء الذين يستخدمون تقابات حديثة هم بحاجة لدى تصنيعهم للدواء للدواء الى مركب فعال وحيد، انهم يحتاجون الى معرفة ماهية المادة الفعالة ضمن الدواء بحيث يتم تقييسه ووزنه والتاكدمن خواصه السمية .

المحافظة على توازن الجسم

فى الهند هناك نظام للمعالجة يدعى ايورفيدا ويعود هذا الى بضعة آلاف من سنوات خلت، اذ يستخدم ممارسو هذا النظام 2000 صنف من النباتات بشكليها المزروع او البرى، وذلك فى كل ارجاء شبه الجزيرة الهندية، ولا يركز هذا النظام على العقاقير التى تقتل الميكروبات المتسببة بالامراض، ولكنها تعمل وفق مبدأ ( المحافظة على توازن الجسم) كما يقول فيجاى كنيرا المدير الطبى فى مستشفى << كوسل>> وهو احد مراكز ممارسة الآيورفيا فى دلهى .

يقول كنيرا: انه من الطبيعى للغاية الا نحارب الامراض ولكن ان نهدف الى حفظ الصحة ومنع سيطرة المرض على الجسم . ولدى سؤاله عن كيفية محاربته للملاريا التى تعد بحكم الجائحة فى الهند، اجاب بقوله: <<ان المعالجة لا تقتل الطفيلى، ولكنها تنحو للمحافظة على توازن الجسم>> .


يقول محرر المقالة بالنسبة الى لقد بدا ذلك سخفا، اذ ان بروتوزونات الملاريا تسيطر على خلايا الدم الحمراء، لم لا نحاول قتلها؟ وفى الواقع وعلى الرغم من موت الكثير من الاطفال فى الهند، فان الكثير من البالغين يعيشون مع المرض، مطورين نظام مناعة معينة، ويصابون بالمرض لماما فقط .

يوضح كنيرا بواسطة الادوية الغربية نهاجم الطفيلى، بينما نبنى اسلوبنا عند معرفة ان عددا من الامور المؤذية مستقبلا يتعايش مع الجسم البشرى طوال الوقت .

ان الكثير من الناس يتعرضون للملاريا ولا يصابون بالمرض، اننا نستعمل النباتات لتقوية الجسم ورفع قدراته لان يتعايش مع طفيلى الملاريا! . عند تذكرى الاطفال الذين يموتون بسبب الملاريا فى مدغشقر، ما زلت راغبا فى قتل الطفيلى، ولكن بوسعى الآن رؤية الامكانات الاخرى .

السيد شانكار هو رئيس مؤسسة تنشيط تقاليد الصحة المحلية الهندية، ذلك البرنامج الذى ينحو لحفظ النباتات الطبية والتقاليد المرتبطة بها فى الهند، وقد اصطحب كاتب المقالة معه عبر حديقة النباتات الطبية فى قرية << جوداجيت >> قرب بانجالور اذ يعتمد المداوون على الخبرة المتوارثة ، فقابل ثلاثة منهم، كلهم مختصون، احدهم يعالج الحروق ، والثانى لسعات الافاعى، والثالث حالة الجلد.

آخرهم كسر سويقة نبات واخرج النسغ، ذلك السائل اللزج منه، وهو ذو تاثيرات يستعمل مضادا حيويا، قائلا: يجب تكريم هذا النبات كما نكرم بنك الدم وعلق شانكار قائلا: ان تقدير مقام وحفظ علوم المداوين القدماء هو من الاهمية بحيث يعادل المحافظة على تلك النباتات، فقد ادرك العالم انه يجب ان يكون مهتما بحفظ التنوع البيولوجى، ولكن العلم بطرق استعماله هو بنفس الدرجة من الاهمية ، فلو محيت انظمة العلوم المحلية، عندها تختفى آلاف من سنوات البيانات المجربة والمدروسة والخبرة الثمينة معها .




يتعرض فى تلك القرية آلاف القرويين للافاعى السامة، وعلى الاخص خلال موسم حصاد الارز، والعلاج الرئيس المستعمل هو سحق النباتات لتصبح عجينة، انهالعلاج الوحيد المتوافر هنا ضد لسعات الكوبرا. اما الترياق فيتم بواسطة اجسام الضد التى ينتجها الخيل ، وهذه اغلى من ان يستطيع القرويون الحصول عليها، ولكن يجب تامينها باسرع ما يمكن، فان اقرب مستشفى هو على بعد ثلاث ساعات بالسيارة، علما ان احدا فى القرية لا يملك سيارة.

ولدى كل من القرويين قصة تروى حول نجاة صديق او احد افراد العائلة، من التسمم وذلك بابتلاع ادوية المداوى بعد لسعة افعى.

ان التركيبة الكيماؤية للنباتات معقدة جدا، وحتى باستعمال التقنيات الحديثة لا يدرى العلماء ايا من النباتات عليهم ان يجمعوا، وفيما اذا كان المداوى التقليدى قد اضاف اليها مكونات عشبية او اخرى كيماوية للعلاج.

كانت تلك الاسباب هى تفسيرات توضح لماذا لم تتفق شركات الادوية مبالغ باهظة من المال فى موضوعات البحث والتطوير للمنتجات الطبيعية، ولماذا تركز اغلب الوقت على الابحاث الجينية وتصميم العقاقير بشكل صنعى: فى البداية يجب فهم العملية الباثولوجية التى تسبب المرض، ومن ثم تصميم مركب يعالج ذلك المرض. وهذا لا يعنى بالضرورة ان الباحثين قد اهملوا بشكل مطلق المحاولات لانتاج ادوية ناجعة من النباتات.

حاز باروخ بلومبيرج فى عام 1976م على جائزة نوبل فى الطب لاعماله فى مجال الامراض الفيروسية الانتانية، وكان ضمن انجازاته اكتشاف مولد الضد او مؤشر على سطح خلية فيروس التهاب الكبد. نوع ب، وقد قاد هذا الاكتشاف الى تطوير لقاح المرض.

ان لقاح بلومبيرج ينتج بشكل صنعى، ولكنه وفريق العمل املوا بعالجة الناس المصابين بهذا المرض، ودرسوا لاحقا مئات النباتات التى يستعملها المعالجون التقليديون عبر العالم لمحاربة اليرقان احد اعراض المرض. لقد استخرجوا مواد كيماوية من Phyllanthus amarus احد فروع الادوية الـ Ayurvedi c فى الهند . وقد عملت تلك المواد على الفيروس ضمن الفحوص المخبرية التى اجريت على الحيوانات، واوقفت تطوره، تكررت هذه النتيجة نفسها خلال التجارب السريرية على مرضى فى الهند.

وعندما كرر التجربة باحثون آخرون، كانت نتائجهم غير مقنعة، وقد يعزى الاختلاف فى فعالية النبات لعوامل تختلف حسب مكان نمو النبات ومواعيد قطافه ؟.

لدى سؤال بلومبيرج عما اذا كان يعتقد بانه يمكن تطوير الدواء الحديث باستخدام عقاقير موثوقة مستخرجة من النباتات، اجاب بالايجاب، وافاد بان الوقت قد ازف للانصات الى الطبيعة للحصول على كل خيراتها، ويجب ان يبقى العلم منفتحا تجاه عطاياها، فهو يرحب بكل البراهين والحقائق والطرائق الجديدة للتفكير، وليس هناك حقائق نهائية فالبحث والاكتشاف مستمران.


ادوية الطبيعة فى نشاط دائم



لعل اطرف ما جاء حول هذا الموضوع حادثة بمنزلة برهان عملى على الاقوال السابقة، ولقد صورت فى احدى العيادات بمدغشقر الخليط الفريد ما بين الوسائل الريفيةالتقليدية والعقاقير الغربية الحديثة، ولكن الامر احتاج لان يشهد الكاتب بام عينه حالة اسعاف كى يلمس التعاون بين النظامين.

لقد بدات بصرخات يجمد لها الفؤاد، حين اندفعت فلاحة حامل طفلتها المصابة بحروق جسيمة ، اوضحت الام ان الطفلة قد اسقطت قدرا من الماء الغالى على بطنها فيما كانت تلعب فى فناء الدار، فحص الطبيب – خريج المدارس الغربية الحديثة – بطن الطفلة والمغطى بالبثور، وشخص الاصابة بانها حروق من الدرجة الثالثة، بعدها اتصل بالمداوى التقليدى وهو مختص بعلوم النبات، وهذا بدوره ترك العيادة على الفور، ليجمع بعض النباتات اللازمة من الغابة القريبة. قلقنا هل ستنجو تلك الطفلة ؟ فحتى باستعمال الوسائل الحديثة المعقمة فالحظوظ بالنجاة قليلة عند مثل درجة هذه الاصابة.

عاد صاحبنا بسرعة مع غصن من النبات المتسلق المتعرش، ونفخ فيه من الطرف الاول مجبرا النسغ اللزج على ان يندفع من الطرف الثانى، وعندما غلف حروق الطفلة، توقفت صرخاتها بشكل مفاجىء.

قام المداوى بكشط القشر لاحقا عن اليقطينة، ومزجه بالماء، ثم مسح جسمها بالسائل، وبالمعالجة اليومية بهذا المزيج، تم انقاذها بشكل كامل بعد مضى قرابة الشهر على الحادثة، وكان ذلك نصرا شخصيا للمداوى وللطاقات الشافية التى تزودنا بها امنا الطبيعة.

كان احد السباقين فى هذا المجال من الابحاث هو جيم دوك عالم النبات الذى تقاعد مؤخرا من وزارة الزراعة الامريكية، بعد ثلاثة عقود من دراسة النباتات الطبية ومؤلف كتابى: الصيدلية الخضراء و
2000 سنة من طب الاعشاب فى حديقته من النباتات الطبية فى المنطقة الريفية من ميريلاند فى ولاية غطت مئات من النباتات الهضبة التى تهبط الى الجدول ، حيث يتجاوز ارتفاع بعضها عشر اقدام، فى حين تزحف نباتات اخرى على الارض بعضها ملون ولماع، والباقى قاتم.
انشأ دو كفى قبو بيته بنكا لتلك النباتات وارشيفا ذكر فيه استعمال كل منها.

عندما يلج بنك البيانات الخاصة به، يرى محاربة مادة ال ـ Isohlavones الموجودة فى فول الصويا لسرطان الثدى، وكيف تحوى مركبات تتسبب فى استرخاء خلايا العضلات الطرية ، مخففة من الم الصدر او الخناق الصدرى الذى يسببه تصلب الشرايين.
كانت احدى مهام دوك هى جمع البيانات للمساعدة على التغلب على المقاومة التى تجابه استخدام الادوية العشبية والنباتية، وقد ابلغته عن المراة التى تعانى التهابا حادا فى المفاصل، وكان الدواءاستخدام الادوية العشبيةوالنباتية، وقد ابلغته عن المراة التى تعانى التهابا حادا فى المفاصل، وكان الدواء الذى تتعالج بواسطته يتسبب بضيق بالنفس ونزف احيانا، عندها اقترح صديق نباتات معينة كعلاج، ولكن المراة رفضت تجربتها لكونها ليست علمية او طبية، لقد فضلت قرص الدواء. اشار دوك الى انه اذا كان لتلك الحبة الصغيرة البيضاء قدرة على اغلاق المنافذ امام تطور السرطان، او الازمات القلبية، زالمعاناة من النوبات، فالناس سيقدمون عليها، ولاسيما اذا لم يكن لها تاثيرات جانبية.

وبالواقع فتلك الحبة موجودة فعلا وتدعى اكل الفواكه والخضروات يوميا لقد بدا العلماء بتحديد منظمات افراز الهرمونات، ومزيلات السمنة، ومضادات الاكسدة، والمواد الاخرى بالاطعمة والتى تخفف او تمنع خطر الامراض المختلفة.

قال دوك يمكن المزاوجةبين العلم وعلوم النبات، وهذا سيقدم عقاقير افضل مما لو كنا نعتمد على الادوية المصنعة فقط، فبواسطة العلم نفحص النبات لمعرفة ايها يعمل افضل، وهذا الطرح ليس مفاضلة بين العلم والطبيعة، بل هو كيف نستعمل العلم للحصول على افضل الادوية سواء، اكانت طبيعية ام صنعية. ان طموح حياته ان تتطلب الـ FDA ( منظمة الادوية والاغذية الامريكية) تجريب الادويةالصنعية الجديدة تجاه كل بديل نباتى متوقع، وبذانحصل على ما تقدمه الطبيعة دون ان نتخلى عن الاسلوب العلمى .

لدى العودة الى حديقة دوك، تلمح ما يمكن ان تعده نبتة غريبة ، فإذا هممت باقتلاعها ، ينهاك بلطف، فهي نبتة الهندباء البرية Chicory ، والتي تحتوى على حمض الشيكوريك، تلك المادة الكيماوية التي تبشر بالخير في الصراع ضد الفيروس المرتبط بمرض الايدز.

الثلاثاء، ٩ مارس ٢٠١٠

الغذاء النباتى قد يكون الحل



الغذاء النباتى قد يكون الحل

لعل القارىء الكريم على دراية بما يدعى النباتية Vegetarianism ، والنباتية مبدأ يدعو الى العيش على الخضروات والحبوب والفواكه، وتطبيقاتها المختلفة . ويتبنى هذه النظرية، ما يقرب من عشرة ملايين شخص، فى الولايات المتحدة الامريكية وحدها، وقد أسست جمعيات فى جميع الولايات الامريكية ، لترسيخ هذا المبدأ، والترويج له .كما أدركت قطاعات عريضة من الناس، فى كثير من المجتمعات المتقدمة، مدى أهمية تعود اقتصار الطعام على مصادر نباتية فقط. فما الجذور المنطقية ، والاسس الطبية، وراء هذا المبدأ ؟

كان للتقدم الكبير فى مختلف مجالات العلوم الطبية، أثر بالغ فى تحول الناس الى نباتيين .ويرعى هذا التحول ،بل يدافع عنه بقوة ، غالبية المهتمين بالشؤون الصحية، فى الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الاسكندنافية وغيرها .ومن الأسباب الرئيسة التى تدعو هؤلاء الى مناشدة الشعوب الى اللجوء الى الأغذية النباتية، كون هذه الأغذية، تحتوى على كميات مرتفعة من الألياف ، وأنها ذات مستويات متدنية من الدهون المشبعة ، ومن الكوليسترول.
علاوة على ذلك، فإن الاطعمة النباتية، تساهم بدور كبير فى الوقاية من الأمراض الطفيلية Zoonotic Disseases والسرطانية وأمراض القلب.




حقائق الواقع

وفيما يتعلق بالأمراض الطفيلية، أشارت بعض نشرات منظمة الصحة العالمية، الى أن ما يزيد على 160 من الاضطرابات الطفيلية ، تنتقل الانسان عن طريق عائل حيوانى وسيط Host Intermediate Animal. وقد يتبادرالى أذهان المنتقدين لهذا المبدأ ، أو المدافعين عن المأكولات الحيوانية القول بأن هذه الأمراض قد تنتشر بين النباتيين أيضا غير أن هذا قد يعود الى أسباب تعود الى الطبخ المختلط، والظروف غير الصحية ، وأنماط الحياة المختلفة، وغير ذلك. ومما يستحق الذكر ، أن بعض المصادر الحيوانية من الغذاء تزيد من احتمالات انتقال الأنتيجينات الجرثومية الى الدم ونموها، مما يؤدى الى اضعاف انظمة المناعة فى الجسم .

أما بخصوص الأورام السرطانية، فلقد حدثت ثورة ملحوظة فى برنامج مكافحة السرطان والوقاية منه بعد أن كشف البروفسور وينبرغ فى معهد مساشوستس الأمريكى ، حقيقة جين الورم الآدمى Uman Oncogene ، الناتج من طفرة وراثية مرتبطة بأكل اللحوم. ومن المعلوم أن سرطانات الأمعاء Bowl Cancers لها صلة وثيقة بفقر مصادر الغذاء الحيوانية فى الالياف. وتدل دراسات نشرت فى واشنطن، على أن اتباع أنظمة غذائية تعطى قدرا أكبر من الفاكهة والخضار والحبوب، يُنقِصُ من خطر الاصابة بمرض سرطان المستقيم والقولون بنسبة 40% . ويعد هذا النوع من السرطان ثانى اكثر الأمراض انتشارٌا فى الولايات المتحدة ، حيث يصيب سنويا ، نحو 150 أ لف شخص ، كما يودى بحياة 60 أ لفا. وتوصلت بحوث أخرى _ أجريت مؤخرا_ الى حقا ئق علمية مذهلة ، وهى أن الطماطم (البندورة) ،يمكن أن تخفض فرصة تعرض الرجال للاصابة بسرطان البروستاتا .
وقد يكون السبب فى ذلك الأثر احتواء هذه الثمار مقادير عالية من مادة تسمى ليكوبين Lycopene . وتركزت الأنظار فى الآونة الأخيرة فى الترابط العميق بين الاكثار من تناول الطعمة المستمدة من اصل حيوانى ، وما يطلق عليه اسم سكتة انسداد الشرايين

أوMyocardiai Stroke Infarction ، وماقد يتبع ذلك من جلطة القلب (احتشاء القلب ) .
وهناك توجه عام فى الولايات المتحدة وفى بريطانيا وغيرهما ، ، الى خلو الوجبات الغذائية من مشتقات الحيوان ، والى التقليل من اكل البيض .
وذلك لتجنب التركيزات العالية الخطيرة من الكوليسترول ،التى لها أثر كبير فى تسريع تصلب الشرايين Atherogenesis .
وقد تم منح العالمين غولد شتاين وبراون جائزة نوبل تقديرا لأبحاثهما المتميزة التى قادتهما استنتاج أن اسهلاك الطعام الحيوانى يؤدى الى تجريد الخلايا من مستقبلات الكوليسترول، ومن ثم الى تراكمه فى الدم . وهو ما يعانى منه نخبة لايستهان بها من الناس ، ولاسيما الأغنياء منهم



الثوم علاجا

وعلى سبيل المثال لا الحصر ، استخدم الأقدمون فى العصور الوسطى الثوم فى طعامهم، واتخذوه علاجا لكثير من الأمراض ، وأدركوا أن للثوم خصائص مانعة للعفونة ، وفى القضاء على الجراثيم . وأيدت جميع الدراسات الطبية الحديثة ما للثوم من أثر فى خفض نسبة الدهون والكوليسترول فى الدم . وانه - أى الثوم - يزيد سيولة الدم ؛ مما يقلل من احتمالات حدوث الجلطة ، وينشط الدورة الدورة الدموية ، ويقلل من الآلام الروماتزمية.

كما أوضحت دراسة كندية ، أجريت على أكثر من 5 آلاف رجل وامرأة فى سن الخامسة عشرة ، أن تناول الخضار الغامقة اللون والجوز(عين الجمل) والخبز الأسمر والحبوب الكاملة ، له يسترعى الانتباه فى تقليل مخاطر السكتة القلبية . يرى

المختصون أن السر يكمن فى مادة حمض الفوليك ، وهو نوع من أنواع فيتامين ب . وفى مجال آخر ، يقول الدكتور اهنرس من جامعة كوفلر بنيويورك : إننا ندرك تماما أن كثرة استهلاك سكان حوض البحر المتوسط ،لزيت الزيتون على أنه مصدر أساسى للدهون فى الغذاء ، هو السبب وراء ندرة أمراض القلب فى تلك المنطقة .






ظاهرة مثيرة

وفى سياق ارتباط الغذاء بإطالة الأعمار . بمشيئة الله – تُثبت التقارير المتوافرة إنخفاضا حادا فى معدلات البقاء على قيد الحياة Survival Rates فى الهند، إذ توجد نسبة ضئيلة ممن هم فى الثمانينات من العمر. وبالمقابل فإن المثير للاهتمام العدد الكبير من سكان جمهورية أبخازيا Abkhasia فى الاتحاد السوفييتى السابق ، الذين يتجاوز عمرهم المئة عام. ويشار إلى أن معظم السكان هناك نباتيون فى الغالب، وأن أولئك المعمَّرين يتمتعون بصحة ونشاط ، وخفة وذكاء قد يفتقدها بعض الشباب.
وأكدت دراسات طويلة الأمد، شملت مجموعة من المعمرين ، ندرة حالات تصلب الشرايين، والاعتلالات الذهنية، إلا بعد سن المئة .

ومن ناحية أخرى، اكتشف الباحث الأمريكى ، موراليد هاران ناير، من جامعة ولاية ميتشيغان ، أن أكل فاكهة الكرز يخفف آلام الصداع أكثر من تعاطى الأدوية، مثل الإسبرين وإيبوبروفين . كما أن الكرز نجح فى علاج النقرس والتهابات المفاصل.
ويُرجع الدكتور هذا الفعل، إلى المادة الحمراء الموجودة فى الكرز، والمعروفة باسم أنثوسيانين Anthocyanin التى تحث ُ الجسم على إفراز إنزيم مخفف للألم ، كما يفعل الإسبرين.

وينصح الخبير الشهير نورمان ووكر، وهو رائد فى مجال العلاج بالعصائر الخالصة، فى دراسة كشف النقاب عنها فى المجلة الطبية البريطانية بتناول عصائر الجزر والفجل والفلفل الأخضر والسبانخ والكرفس، للتغلب على المعاناة من بعض المشكلات الصحية التى أهمها التهاب القناة التنفسية والسعال والالتهاب الشعُّبى .

الرياضيون

وعند استعراض البُنية الجسدية، والقدرة عل الاحتمال والجَلد ، نجد أن كثيرا من أبطال السباق الطويل Marathon Runners ، وكمال الأجسام ، ورفع الأثقال الذين عرفوا بقدرات استثنائية فوق العادة، كانوا من المفضلين للأغذية النباتية .
وقد بيَّنت الفحوصات الرياضية، باستعمال درجات ثابتة، أن الرياضيين الذين اُخضعوا لوجبات مقتصرة على الحبوب والخضار أظهروا ثلاثة اضعاف قوتهم عندما اُلزموا بتناول أطعمة من مشتقات حيوانية. لذلك فإن الخرافة الشائعة بين الناس، وهى أن اللحوم تجعلهم أكثر قوة، ظنّ زائف، لاعتقادهم أن الأنسجة العضلية للحيوانات تدخل مباشرة فى بناء عضلاتهم، والحقيقة الساطعة تفيد أن كل ما يأكله الإنسان يتحطم ويتحلل الى جزيئات بسيطة فى الجهاز الهضمى.

وبعد، ألم تر أن الفيلة والأبقار والثيران والجواميس والغوريلاتن كلها آكلات أعشاب، فكيف استطاعت النمو إلى أحجام ضخمة قوية،دون الاغتذاء على حيوانات أخرى؟!!

ونتيجة للطلب المتزايد على مصادر الطاقة الغذائية، التمس العلماء أبدالا ً أخرى لها. ولما كان إنتاج اللحوم باهظ التكاليف من الناحية التجارية، إضافة إلى أن انخفاض معدلات تحويل البروتين النباتى الى بروتين حيوانى، فإن من المفضل الانتفاع بمحتوى النباتات المأكولة فى تغذية الإنسان مباشرة. ولا يتوقف الأمر عند تدنىكفاءة تحويلالبروتين النباتى فحسب، بل يتعداه إلى أن ما يتحول حراريا – أى إلى وحدات حرارية – أقل بكثير. ويقدر العلماء أنه يلزم سبع وحدة حرارية نباتية للحصول على وحدة حرارية واحدة فى الحيوان .
يتضح مما سبق أن عملية تحويل الغذاء النباتى إلى غذاء حيوانى قضية خاسرة لما فيها من تبذير فى الوقت الذى تنصب فيه الجهود المكثفة على محاربة سوء التغذية الناجم عن انخفاض المحتوى الحرارى للطعام Caloric Malnutrition.




محاربة الجوع

بينما نرى ملايين الأفراد يموتون جوعًا فى العالم ، يصعب على المرء، من الناحية الأخلاقية، الدفاع عن حقيقة

مضمونها أن ما يربو على نصف كميات الحبوب فى هذا العالم، يقدم للحيوانات ليتم بعد ذلك إطعام اللحوم لأبناء البشر ، ويُحسد هذا المفهوم الاقتصادى أحد البرلمانيين البريطانيين ، هو وذرهل Rt.Hon.Bernard Weatherhill قائلا :
إنه ستتوافر كميات هائلة من مصادر الطاقة الغذائية ، لو تم كسر الحلقة الفاصلة بين الناس ومصادر الغذاء النباتية، والمتمثلة بالحيوانات المدّجنة، بحيث ُتترك للناس تناول طعامهم النباتى، بصورة مباشرة. عندها لن يبقى شخص واحد على وجه الأرض دون غذاء سليم.

وعن التحدث عن الخلفية البيئية لهذا الموضوع، نجد أن الكائنات الحية، نباتات وحيوانات ، تشكل فى واقع الأمر الموطن الطبيعى للإنسان. وقد تم إفساد النظام البيئى Eco-System بدرجة خطيرة، بسبب التدخل البشرى، والمعدلات المتسارعة للتصحر، نتيجة إزالة الأحراج Deforestation ، وما يتبعه من إرباك للتنوع الحيوانى De-animation .
وتعتمد خصوبة الأرض، وتعرية التربة على كثافة الحيوانات التى تستوطنها وتنوعها. ولهذا فإن مذهب النباتية Vegetarianism ، فيه تشجيع وتعزيز لصون أفراد المملكة الحيوانية وحمايتهم . وهذا ما يتطلع إليه خبراء البيئة وأنصارها .

وهكذا، فإنه يمكن الاستنتاج بشكل متوازن وعادل، واستنادا إلى أدّلة منطقية متعددة، أن حركة التحول إلى أغذية نباتية لها ما يسوغها، بل قد تكون أحد المستلزمات الضرورية فى العصر الذى نعيش فيه. العصر الذى عرف فيه الناس جنون البقر، والذى حارَ فيه أطباء البيطرة والبشر.. إننا – بالطبع- لا نستطيع إلغاء اللحوم من موائدنا لكننا نستطيع على الأقل أن نزيد من الخضار والفواكه والحبوب ، والمشروبات العشبية لمحو الآثار السلبية لوجبات اللحوم ومشتقات الحليب.