الخميس، ٢٦ نوفمبر ٢٠٠٩

الفوائد الطبية للأسماك


يتعرض اللإنسان في هذا العصر إلى عدد كبير من الأمراض الخطيرة بسبب تلوث الهواء والماء والغذاء من ناحية وبسبب ترك بعض العادات الغذائية الأصيلة, واتخاذ أنماط غذائية خاطئة من ناحية أخرى, وقد كشفت الأبحاث والدراسات دور بعض الأغذية في الوقاية من بعض الأمراض , أو معالجتها واستئصالها في حالة الإصابة بها, وكانت الأسماك وبعض حيوانات البحر ونباتاته من بين الأغذية التي حظيت بدراسات وتجارب مكثفة , أثبتت قدرة الأسماك على معالجة عدد كبير من الأمراض الخطيرة ,مثل : السرطان ,والجلطات القلبية والدماغية وتصلب الشرايين , وضغط الدم , والروماتيزم ,والصدفية وغيرها الكثير والكثير من الأمراض.
والحقيقة أن فكرة معالجة الأمراض بمنتجات البحر ليست جديدة , فمنذ زمن بعيد قال أفلاطون :<<إن البحريغسل كل أمراض الإنسان وعلله>>, كما جاء في كتاب <<القانون في الطب>>لابن سينا , وكتاب <<منهاج البيان في ما يستعمله الإنسان >>لابن جزلة يحيى بن عيسى البغدادي وقد ذكر فوائد الأسماك العلاجية والغذائية ,ولا أدل على أهمية دور الأسماك في حياة البشر من قول الله تعالى :وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها(النحل:14) .
وقوله تعالى :ومايستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها .(فاطر:12). وقد نتعرض للكثير من فوائد الأسماك العلاجية وقدرتها على على علاج الأمراض في مقالات قادمة بإذن الله .

تلوث لحوم الحيوانات بالهرمونات

نشرت وسائل الإعلام المختلفة فى العالم أخبار رفض دول الاتحاد الأوروبي استيراد لحوم الأبقار فى شكليها المبرد والمجمد من الولايات المتحدة، وكاد ذلك يسبب حدوث مشكلة تجارية بين أمريكا والدول الأوروبية نتيجة استخدام الهرمونات فى تسمين هذه الحيوانات ، وقبل ذلك ظهرت فى عام 1998م مشكلة اقتصادية بين الولايات المتحدة وبعض دول أمريكا اللاتينية نتيجة امتناع الأخيرة عن استيراد لحوم الحيوانات منها للسبب نفسه، ولقد انتشر فى بعض دول العالم إضافة الهرمونات إلى العلائق الغذائية للحيوانات الداجنة، أو حقنها فى أجسامها للإسراع فى نموها وزيادة أوزانها، أو لإنتاج الأبقار الحلوب كميات من الحليب .

وتقوم ما تسمى الغدد الصماء فى جسم الإنسان بإفراز الهرمونات مباشرة فى الدم، وهى تشمل بشكل رئيس الغدة الدرقية والمعثلكة (البنكرياس ) ، والغدة النخامية وغدة الكظر وغدة فوق الكلية، وقد ضم العلماء إليها حديثا عضلة القلب بعد اكتشافهم إفرازه هرمونا خاصا يضاد إدرار البول Antidiuretic hormone . ولا يقتصر عمل القلب فى الجسم على ضخ الدم إليه ثم سحبه من أنسجة الجسم، بل هو يفرز كميات صغيرة من الهرمونات فى جسم الإنسان ، لها تأثيرات حيوية مهمة فى صحته.

تفاقم المشكلة

ازداد حديثا اهتمام العلماء بموضوع تلوث لحوم الحيوانات بالهرمونات لاحتمال تفاعلاتها مع غيرها من المركبات فى خلايا جسم الإنسان وإصابته ببعض الأمراض، خاصة بعد اكتشافهم زيادة حالات قلة الخصوبة ( العقم الجنسي) لدى الذكور نتيجة الانخفاض عدد النطاف فى سوائلهم المنوية عن حدودها الطبيعية، وزيادة معدل حدوث تشوهات فى أجهزتهم التناسلية فى شكل عدم نزول الخصيتين فى كيس الصفن Cryptorchidism ، أو حالة الاليل التحتاني Hypospadias وغيرهما، وكذلك ارتفاع معدل حدوث سرطان الخصيتين فى كثير من دول العالم، وعزا بعض العلماء ارتفاع معدل حدوث ذلك إلى زيادة كميات المركبات ذات النشاط الاستروجينى التي تدخل أجسامنا، ومصدرها الملوثات البيئية والأغذية المحتوية عليها، كما لوحظ انخفاض خصوبة الحيوانات البرية، وعزا بعض المتخصصين حدوثه إلى زيادة التلوث الكيماوي للبيئة التي تعيش فيها، كما تؤدى الاستروجينات الموجودة فى بعض النباتات التي تقتاتها المواشي كالأبقار والأغنام دورا فى ارتفاع حدوث حالات العقم الجنسي فيها، فضلا عن تأثيرات وجود الهرمونات فى الأغذية فى بعض الوظائف الحيوية للخلايا فى جسم الإنسان، وإصابته ببعض الاضطرابات الصحية. واكتشف العلماء وجود الاستروجينات فى لحوم الأبقار والعجول التي استخدمت فى عمليات تسمينها ، ولزيادة إفراز ضروع الحيوانات الحلوب منها، وكذلك فى النسيج الدهنى لأجسام المستهلكين للحومها.

ويلجأ بعض مربى الحيوانات ، كالعجول والأغنام والدجاج، إلى استخدام هرمونات الاستروجين التي قد تضاف إلى علائقها الغذائية، أو تحقن بالعضل فى أجسامها فى أثناء تسمينها فى المزارع، لسرعة زيادة أوزانها، وهى تشمل عددا من المركبات منها ثنائى ايثايل ستيلبو سترول Diethylstilboestrol وهو أشدها تأثيرا، وهكسو سترول Hexoestrol ، وتقوم الاستروجينات بتشجيع نمو الدجاج والأغنام والعجول والإسراع فى زيادة وزنها عن طريق تجمع الدهون فى أجسامها، كما تعمل الهرمونات الجنسية الستيروئيدية Steroid sex hormones كعوامل بنائية فى أجسام حيوانات الماشية كالأبقار والأغنام. الاستروجين هو احد الهرمونات الأنثوية التي تتكون فى المبيضين فى الإناث ويساعد على نمو أعضاء البلوغ وظهور الصفات الجنسية فى أجسامهن مثل نعومة الشعر، ورقة الصوت وبروز النهدين، وتكوين حلمتي الثديين، وترسيب الدهون فى الفخذين والردفين .

وتحظر القوانين الصحية فى الكثير من دول العالم استخدام الهرمونات فى تسمين العجول والأبقار ، وفى عام 1998م حدثت مشكلة اقتصادية بين الولايات المتحدة وبعض دول أمريكا اللاتينية التي تستورد منها لحوم العجول والأبقار لاعتراضها على استعمال المزارعين الأمريكيين الهرمونات فى تسمينها، كما استعمل المركب سوماتوتروبين Somatototropin B.S.T)) فى الولايات المتحدة لتحسين إنتاج الأبقار الحلوب من اللبن ، ويعتقد بعضهم ضرره لصحة الإنسان، وعموما يتفق رأى معظم سكان العالم على عدم قبول وجود الهرمونات فى طعامهم، لذا يعارض الكثيرون منهم فى أوربا وغيرها استعمالها فى عمليات تسمين الحيوانات وزيادة إفراز الحليب .

مصادرها

توجد الهرمونات فى لحوم ذبائح الحيوانات نتيجة احد الأسباب الآتية:

_توجد بشكل طبيعي فى أعضاء الحيوانات كالخصيتين والبنكرياس.

_ كمركبات تلوث لحوم الحيوانات ، وهى تشمل:

_حقن بعض مستحضرات الهرمونات فى أجسام حيوانات الماشية والدواجن للإسراع فى عمليات تسمينها، وزيادة وزنها، أو لزيادة إفراز الحليب فى الماشية.

_ تناول الحيوانات أعلافا غذائية تلوثت بفطريات تنتج مركبات لها تأثير استروجينى فى أجسامها.

_عند استخدام المستحضرات الدوائية الهرمونية فى علاج بعض أمراض الحيوانات .

_ نتيجة زيادة تلوث البيئة والمحاصيل الزراعية بمبيدات آفات زراعية ضد الحشرات مثل مركبات الـ ( د.د.ت) ، والحشائش الضارة لها تأثيرات استروجينية.

وجودها فى بعض أعضاء الحيوان

تقوم الخصيتان فى ذكور الإنسان بإنتاج هرمون تستوستيرون Testoesteron e الذي يساعد على ظهور علامات الرجولة فبهم ، مثل نمو شعر الذقن، وخشونة الصوت، وكبر حجم الحنجرة، وزيادة عرض المنكبين ، ونمو عضلات الجسم ، ويؤدى نقصه إلى زيادة تخزين الدهون تحت الجلد، لذا يستبعد أكل الخصيتين من ذبائح الأغنام والعجول وغيرهما فى طعام الإنسان فى أمريكا وأوربا وسواهما خوفا من تأثيراتها الصحية فيه، وهى تستعمل مع فضلات لحومها فى تحضير أغذية للحيوانات كالقطط والكلاب وغيرهما .

تناول الحيوانات أعلافا ملوثة بالفطريات

توجد أنواع كثيرة من المركبات الاستروجينية فى الخلايا الحيوانية والنباتية والفطريات ، كما يؤدى سوء تخزين حبوب المحاصيل ومكونات أعلاف الحيوانات فى ظروف رطوبة وحرارة مرتفعتين إلى نمو الفطريات، ويقوم بعضها بإفراز مركبات كيماوية لها تأثير استروجينى فى أجسامها، فمثلا أمكن فصل مركب زايرالينون Zearalenone من بذور الذرة التي أصيبت بالفطر Fusarium graminearum بسبب سوء تخزينها ، وتتوافر أدلة علمية قليلة على وجود هذا النوع الأخير من الهرمونات الضارة بالصحة فى بعض النباتات ، فضلا عن التلوث المحتمل لبذور الحبوب المستعملة فى أعلاف الحيوانات أو مياه شربها بمبيدات زراعية حشرية مثل د.د.ت أو مبيدات حشائش ، فتتصف بعض المبيدات الحشرية ومبيدات الحشائش التي قد تلوث ثمار الفواكه والخضراوات وحبوب المحاصيل بان لها تأثيرات استروجينية فى جسم الإنسان .

استعمالاتها فى الطب البيطري

يستعمل الأطباء البيطريون أحيانا فى علاج بعض أمراض الحيوانات ، كالأبقار والأغنام مركبات كورتيكوستيروئيدية Corticosteroides ، مثل الكورتيزون ومركباته، أو يضيفها بعض المشتغلين فى تربية هذه الحيوانات إلى علائقها الغذائية للإسراع فى زيادة وزنها، فهي تسبب احتفاظ جسم الحيوان بالماء وزيادة وزنه فيحقق لهم أرباحا مادية على حساب صحة الحيوان والإنسان.

امتصاص الهرمونات فى الأمعاء

يخرج مع براز الأشخاص البالغين نحو 1-2 % من مركبات ايزوفلافنون ISOFLAVONS ، الموجودة فى بعض الأغذية ، وهى ذات نشاط استروجينى ، وهذا يعنى امتصاص كمية كبيرة منها داخل الأمعاء ، وتتركب الهرمونات باختلاف أنواعها ومصادرها أساسا من بروتين؛ لذا تتأثر بالعصارة الهضمية فى معدة الإنسان وتتحلل، فتفقد معظم تأثيرها الدوائي، لذا شاع إعطاء المستحضرات الهرمونية فى علاج بعض الأمراض الناشئة عن نقصها فى جسم الإنسان، عن طريق حقنها تحت الجلد كهرمون الأنسولين، أو بالعضل، أو على شكل رذاذ بالأنف مثل هرمون كالسيتنونين أو بالفم على شكل أقراص بعد تغطيتها بمركب يقاوم تأثير التحلل بالحامض المعدني فى الأمعاء دون أن تفقد تأثيراتها الحيوية فى الجسم _ كما هو شائع فى أقراص منع الحمل للنساء _ وبلا شك قد يهرب جزء من هذه الهرمونات الموجودة فى لحوم الحيوانات وبعض النباتات ومستحضراتها دون أن تتحلل فى المعدة إلى الأمعاء، وتظهر تأثيراتها فى جسم الإنسان ، وتختلف شدة حدوث ذلك حسب الكمية الممتصة منها فى الأمعاء عن طريق الدم.

ويربط بعض العلماء وجود الاستروجينات النباتية فى العلائق الغذائية المحتوية على بزور فول الصويا وغيره لحيوانات التجارب، مع حدوث حالة عدم الخصوبة (العقم الجنسي فى الذكور منها)، وحدوث إصابة مرضية بالكبد فى بعض أنواعها ، وقد يكون لها تأثيرات فى تركيز بعض الهرمونات فى أجسام الإناث قبل سن البلوغ كهرمون ملوتن Luteinising Hormone والهرمون المنبه للجريب Hormone Follicle Stimulating وفى الدورة الشهرية للمرأة.

فعاليتها المسرطنة

أدى اكتشاف احتمال التأثيرات المسرطنة لحقن هرمون استروجينى يسمى ثنائي ايثايل ستيلبسترول D.E.S فى الديوك الصغيرة Cockerels لزيادة وزنها وتسمينها إلى حظر جمهورية جنوب افريقية استخدامه عام 1954م فى تربية الحيوانات بالمزارع ، كما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 1958م على حظر استخدام هذا المركب فى عمليات تسمين الحيوانات ، ولاحظ العلماء أن حقن كميات كبيرة من الاستروجين فى أجسام حيوانات التجارب يؤدى إلى حدوث تضخم نسيجي Hyperplasia ثم يتكون ورم خبيث فى الغدد اللبنية والرحم والأنسجة الأخرى التي تنظمها الهرمونات ، ويرتبط حدوث هذه التأثيرات الهرمونية بعوامل وراثية وأشياء أخرى ، مثل وجود الفيروسات التي قد تشارك فى تكوين الورم، ويمكن الهرمونات كالاستروجينات أن تؤدى دورا يسمح أكثر من تشجيع عملية التسرطن فى خلايا جسم الإنسان.

ويؤدى حقن كميات كبيرة من الاستروجين فى أجسام حيوانات التجارب إلى حدوث تضخم نسيجي Hyperplasia ، ثم ورم خبيث فى أنسجتها المختلف، مثل الغدد اللبنية والرحم والأنسجة الأخرى التي تنظمها الهرمونات ، ويرتبط حدوث هذه التأثيرات بعوامل وراثية ،وبعوامل أخرى ، مثل وجود الفيروسات التي قد تشارك فى تكوين الورم، ويمكن للهرمونات ،مثل الاستروجينات أن تؤدى دورا مجيزا أكثر من مشجع لعملية التسرطن فى الخلايا.

حظر استخدامها

تحظر القوانين الصحية فى الكثير من دول العالم ومنها المملكة السعودية، استيراد لحوم الحيوانات كالأغنام والعجول التي استخدمت الهرمونات فى تسمينها، ويتفق رأى معظم الناس على عدم قبول وجود مثل هذه الهرمونات فى طعامهم ، لذا يعارض ، الكثير من الدول الأوروبية وغيرها استعمال الهرمونات فى تسمين الحيوانات ووجودها فى اللحوم التي تستهلك فيها، وكذلك استخدامها لزيادة إفراز اللبن من ضروع الأبقار الحلوب.

رأى مؤيد لاستخدام الهرمونات !

يعتقد المدافعون عن استخدام الهرمونات فى تربية الماشية إن حظر استخدام الاستروجينات فى تسمين الأبقار غير منطقي فى حقيقته، لوجود هذه المركبات بشكل طبيعي بنسب متباينة فى بذور فول الصويا، وبعض النباتات الأخرى، كما تفرز هذه الهرمونات طبيعيا فى جسم المرأة، كما تكون الجرعات المستعملة منها فى حبوب منع الحمل المحتوية على هرمون بروجيستيرون وحدة أو مع الاستروجين اكبر بكثير من المأخوذ فى الطعام، وظهرت تحديات ضد الحظر المفروض على استعمال الهرمونات كمواد مضافة إلى الأغذية ، وهى ممنوع استخدامها قانونا فى الكثير من دول العالم، وتحتوى بعض النباتات ، مثل بذور فول الصويا على مركبات الاستروجينات بكميات صغيرة جدا لا تسبب حدوث تفاعلات سيئة جانبية فى جسم الإنسان عند استهلاكه الأغذية المحضرة منها، وقد توجد كميات اكبر من هذه المركبات فى لحوم الحيوانات التي أعطيت جرعات كبيرة منها لتشجيع نموها أو فى علاجها ، ويسمح القليل من دول العالم باستخدام الهرمونات فى تسمين الحيوانات ، وهناك ضرورة فحص السلطات الصحية فى الموانئ البحرية والمطارات لحوم الحيوانات المستوردة، كالأبقار والأغنام لرفض المحتوية منها على الهرمونات المستخدمة فى عمليات تسمينها لتجنب أضرارها على صحة مستهلكيها.